الخميس، 5 ديسمبر 2024

المعسكر الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

طال البلاء ولم نعد نعرف أمرنا, هل نحن غارقون في اللهو أو مستضعفون فلا نجد حتى ما يحيمنا؟ أشرٌ هذا بسبب أعمالنا أم إبتلاءٌ لتهذيب أنفسنا؟ أنموت أم نستبدل؟ وغيرها من الأسئلة التي يحارب المرء نفسه فيها لكي لا يقع في الكفر لا سمح الله ليصل إلى الخلاصة التي وصلها الخطاب في سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم: "ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟" ولا يصمت عند هذا السؤال إلا من أدرك عظمة الإتباع والتسليم لأمر الله ثم الإعداد لما هو أكبر ولو بالقليل.

في مراجعتي لإحدى محاضرات الشيخ عبدالله العجيري بعنوان "كيف تألق جيل الصحابة" أعاد الشيخ انتباهي لصلح الحديبية وتفاصيله حيث ذكر تسليم الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم رغم رغبتهم الشديدة بالقتال رغم الظروف مشابهًا لحالنا الآن لكن الفرق أننا في أوامر فيها ظلم لا كأوامر النبي التي في خيرٌ قادم لكن يوجد من التشابه عبرة لنا أهل هذا الزمان.

ختم الشيخ الكلام عن صلح الحديبية بقوله أنّ المعسكر الثالث ,والذي بدأ بأبي جندل هربا من بطش قريش, هو المعسكر الفارق الذي أثار الرعب في نفوس الكفار ودفعهم لطلبِ كف أذى هذا المعسكر عنهم وإسقاط بنود الصلح وكأن حالَ أبي جندل ومن معه هو حال جموع المقاومة في زماننا ضد أشكال الإحتلال كلها طلبا لرضى المولى وعزة الإسلام. لا يهمنا كمية الطوابير التي يتحدث عنها السياسيون والمفركون فكل الأمور تقف في أحد المعسكرات الثلاثة (إن صح التعبير) وأي صمود على الحق في ظروف ظلم القوانين وجورها هو نوع من أنواع المعسكر الثالث الذي نسأل الله أن نكون فيها في زمان الضعف هذا!