الأربعاء، 29 يوليو 2015

قصة شاب وطني

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

اسمحولي اليوم أحكيلكم قصة عدنان, عدنان شاب أردني في أول العشرينات وحاليا هو طالب جامعي في احدى الجامعات الحكومية وزيه زي أي طالب من الصبح للعصر بالجامعة ومن محاضرة لمحاضرة وهمه يتخرج.

عدنان دايما لما يطلع الصبح بكون فاتح الراديو على احدى البرامج الصباحية اللي بتخصص جزء كبير من وقتها لسماع مشاكل المواطنين في محاولة لحلها, بزعل وبنقهر من عدد المشاكل الكبير في البلد لكنه بحكي "الله بعين وان شاءالله بتهون" بروح على الجامعة وبكون ماشي بأمان الله وفجأة بشوف ناس بتشكي من البلد ومن الوضع وببلش فيهم!. "ولكم اصبروا هو كل شي بده ينحل بلمح البصر! وين الوطنية! وين حب العمل عشان الوطن" ... "طيب يا عدنان المسؤولين ما بسمعونا والتجار نهبونا وحدث ولا حرج" ... "بعرف بس يا اخوي بالمنطق لو بدنا نضل نشكي بتنحل؟" ... "يا عمي بدنا نغير بس ما حدا بيعطينا من وقته ليساعدنا" .. "انتو ما بدكم تشتغلوا اصلا" .. وبعدها بتبلش ملاسنة وعدنان بحنِّش وبأي لحظة ممكن تصير طوشة لكن في ناس بتفزع بينهم وكل واحد بروح بطريقه.

عدنان بكون ماشي بالجامعة بسمع عن ايفنت عاملته الجامعة بروح مع صحابه يحضره وبكونوا مشغلين اغاني وطنية, عدنان بتحمس وبصير بده يدبك وفعلا واحد من الشباب بشجعه وبشبكوا مع البقية وبتبلش الدبكة. الكل بالدبكة مبسوط ولما تخلص الاغنية بفكوا الدبكة وكل واحد بروح يقعد يستريح, فجأة واحد جنب عدنان بحكي "يا جماعة والله الوطنية مش بالاغاني هاي" برد عليه عدنان "ليش مالها الاغاني هاي؟" بحكيله الشب "يعني كلها دعوة للعنف عادي بنقدر نحب البلد بدون هاي الاغاني" عدنان بزعل لكن بحاول يكون منطقي بحكيله "حاضر يا سيدي بنحط شي مختلف" وبروح يحكي للدي-جاي يحط اغنية مختلفة والدي-جاي بحط اغنية الثوب البني وبعض الاغاني الشبيهة "هيك منيح؟" عدنان بحكي للشب, الشب بضحك ضحكة خفيفة وبحكي "يا رجل هاي اسوأ!" عدنان برد باستغراب "ليش؟" بحكيله "يا رجل اسمع كلماته الاغنية قاعدة بتحكيلك عن مواضيع مخلة بالاداب ولا تعتبر اصلا فن!" برد عدنان "ولك هاي مجوز والمجوز من التراث" الشب بحكيله "لأ يا سيدي فشر تكون تراث المجوز الاردني احلى واروق من هيك وكلماته حلوة" طبعا بعد هالكلمة برجع عدنان بحنِّش والشباب بتفزع وكل واحد بطريقه

المهم خلص اليوم وعدنان صار لازم يروح, شب صاحبه بحكيله تعال اوصلك بسيارتي, وهمة بطريق الرجعة الشباب بتصير تحكي كيف البلد لازم تتحسن وبصيروا يعلقوا على سواقة الناس وعلى غيرها من التصرفات الخاطئة في المجتمع. عدنان بعطس صاحبه بحكيله "يرحمكم الله" .. "اثابنا واثابكم الله" بطول عدنان محرمة بمسح فيها مناخره بعدين بكعبلها وبرميها وبرمي معها وطنيته.

أخوكم العبد الفقير لله خالد الأنصاري

ملحوظة: القصة استوحيتها من حديث مع الصاح نايف مهيار

السبت، 25 يوليو 2015

طالب علم

الكل بنظر لنفسه على انه فاشل لحد ما يوصل للاشي اللي بباله وبعدها بتتغير نظرته لنفسه بالذات الناس اللي بتهمها المادة وبكون  الهدف الأسمى عندهم هو يوصل لراتب كويس أو يشتري بيت فخم أو سيارة مرتبة, هاي الناس بعد ما توصل لمبتغاها للأسف بتتغير وممكن تبطل تشتغل وتصير عندها نظرة دونية للناس!.

في شخص واحد بختلف عنهم جميعا وهو طالب العلم, طالب العلم هو الوحيد اللي بوصل لمرحلة عالية من الاحترافية وبكسب احترام الجميع لكنه بضل ينظر لنفسه كشخص عادي لسه ما عمل انجازات تذكر لأنه همه يجمع أكبر قدر من العلم وبما انه العلم كل يوم بتطور - وأكيد هادا الشخص بكون مهتم بأكتر من مجال - فصعب انه يغطي كل العلم الموجود وحتى لو قدر يوصل لكل العلم الموجود ما راح يكتفي وراح يحاول يكتشف اشياء جديدة!.

طبعا العلم اللي بحكي عنه هو العلم اللي بتتعلمه عشان تخدم البشرية مش عشان تجاكر غيرك - حط الف خط تحت كلمة تجاكر - لأنه في فرق بين المناظرة العلمية عشان توصل لنتيجة جديدة تحسن العلم وبين علم بتجمعه بس عشان جاه أو عشان تحس انك انسان خارق أفضل من الجميع وممكن توصل فيك مرحلة تتحدى المولى سبحانه وتعالى!. العلماء - أو المثقفين - بحق دايما أصحاب خُلق رفيع وبحترموا الكل والكل بحترمهم وصدقا أنا بغبطهم.

المهم هاي الخاطرة بس عشان تذكرني وتذكر الجميع انه الواحد دايما يسعى ليحسن نفسه لأنه العلم بخليك انسان أحسن - وأهم شي بحسن نوعية شغلك هههه - وبخليك خالد بذاكرة الناس.

شكرا للقراءة, أخوكم العبد الفقير لله خالد الأنصاري.