الخميس، 16 أبريل 2020

هادم اللذّات

هادم اللذّات(1), هذا ما وصف به النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- الموت ﻷصحابه وذكّرهم بأنه يشعرهم بسعة رغم الضيق ﻷنه أصعب ما تعرفه البشرية ويجعل من كل الصعاب أمرا سهلا لكل سَويّ.

هذا الأمر معروف حتى للماديّن فترى أحدهم يكتب(2) فصلا كاملا عنه في أحد كتبه ويقتبس كلاما لمشاهير(3) وعن تجربتهم مع الموت وكيف تغيرت حياتهم للأفضل بسبب أنهم كانوا قريبين من مفارقة هذا العالم الماديّ.

في ظروفٍ حرجة كالظروف التي نمر بها الآن بسبب فايروس كورونا لا أستطيع الا أن أستحقر ما يتم نشره على الانترنت لأشخاص يرقصون وهم يحملون التابوت(4) مما يؤدي للاستهزاء بالموت وربما قتل أحد حواسك.

لا يهم من أي ناحية تنظر للموت لكن لا يمكن الاستهانة به بل يجب أن تتخذه سببا لتصبح أفضل ولربما الظروف التي نمر بها فرصة لنتذكر أننا فانون وعلينا أن نصبح أفضل من ما نحن عليه سواء في علاقتنا مع الله أو مع من هم حولنا وحتى مع أنفسنا.

وفي النهاية ما يكتب هو تذكرة لنفسي قبل أي شيء.



1) شرح حديث "أكثروا من ذكر هادم اللذات": https://www.islamweb.net/ar/fatwa/325102/

2) رابط الكتاب الذي حفّّزني لكتابة هذا المنشور: https://www.goodreads.com/book/show/18290401-show-your-work

3) اقتباس ستيف جوبز كان مقدمة للفصل الذي ذكرته: https://www.goodreads.com/quotes/427317-remembering-that-i-ll-be-dead-soon-is-the-most-important

4) لن أنشر هذا الهراء رغم أني فكرت في نشر القصة الأصلية للمقطع المتداول لكن مرة أخرى لن أساهم في هذا الهراء بل أحب أن نتذكر أننا سخرنا من وصية "الشحرورة" في جنازة راقصة لها فما بالكم اليوم تضحكون على هذا المقطع؟