الخميس، 3 أغسطس 2023

ضبط الذات حرية

 مرَّ يوم عاشوراء بهدوء ككثير من أيام صيام النافلة لكنه لا يمر بشكل عاديٍ عليَّ دون أن أفكر بأن عليَّ الصوم تهذيبا لنفسي إضافة إلى طلبِ رضى المولى عز وجل.


يقول علي بيكوفتش في كتاب الإسلام بين الشرق والغرب: "أما الصيام فهو التعبير الأسمى عن الإرادة, إنَّهُ عملٌ صادرٌ عن الحرية, هذه الحرية هي الدلالة الأعظم للصيام, وليس أي سبب طبّي" ولعل هذا الكلام هو أعظم ما قيل عن الصيام في العصر الحديث. ولعلَّ ما يدعم هذا الكلام ما قيل في كتاب مفهوم الحرية لعبدالله العروي حيث يقول الكاتب: "لا تكتمل الإنسانية في الفرد إلا إذا شُرِّفَ بالتكليف, أي إذا أصبح قادرا على الانضباط لقواعد وأوامر السماء" وفي ذلك دلالة على أن الإنسان المسلم يصل إلى أعلى درجات الحرية ما دام واعيا بتكليفه أمام الله فلا يرضى بالظلم سواء لنفسه أو غيره وفي حالة الصيام نرى أن الإنسان يعلم أن صيامه ليس مجرد طاعة وإنما ابتعاد عن ما لا ترضاه النفس البشرية لنفسها ما دامت واعية بعلوِّها عن باقي المخلوقات.


وضبط الذات جزء من ضبط مخترعات البشر في زمن بدأ الناس يرون ما يحلمون به واقعا فترى الآلات تفكر عنك وتجيبك بل قد تقودك لما لا تعرف نفعه أو ضره, كل الأمور مرتبطة بِك فابدأ بنفسك دائمًا.