بسم الله الرحمن الرحيم
في أي يومِ جمعة يكون لخطبة الجمعة نصيبٌ من الأحاديث التي تدور بين الناس لأهمية يومِ الجمعة وتأثير خطبة الإمام على الحاضرين كان سلبا أم إيجابا. ولعل خطبة الجمعة لهذا اليوم كانت في محلها مهما اختلف فهمها بين الناس فقد كانت تتحدث عن اليأس في الحياة وأثره على الإيمان.
مُلَخص الخطبة هو قول الله تعالى "إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" وهذه كانت مما قرأه الإمام خلال الصلاة اليوم فالآية تقرِن اليأس من قدرة الله وعظمته بالكفر والكفر نقيض الإيمان وخسران الإيمان هو أعظم ما قد يخسره المرء في حياته الدنيا كمن فقد الهدف في الحياة ولم يعد يعلم ماذا يصنع.
كانت الخطبة موجهة للناس بسبب ما يحدث في غزة بعد ما بدأت معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لهذا العام وذكّر الإمام بأن صمود أهل غزة سببه الإيمان وكأنه يقول بأن كل ما في الدنيا لم يعد ينفع. تذكرت حينها قول محمود درويش "بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لكن إخوتنا في غزة فقدوا كلَّ شيء بما فيه من يحبون فلا أعتقد أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة لولا إيمانهم بالله, ثم تذكرت قول المصطفى "طوبى للغرباء" واصفا المؤمنين في آخر الزمان وثباتهم على الحق.
لا نُزَكّي على الله أحدا لكنّ طوبى لأهل غزة ونسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن لا يفتتنا في ديننا.